الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

قصة مقتل سيدنا عثمان وعلاقتها بالواقع الان


ابتدأت الفتنة بدسائس اليهودي عبد الله بن سبأ الذي تظاهر بالتشيع لسيدنا علي والانتقاص من سيدنا عثمان وأخذ ينشر الأكاذيب عن سياسته وأعماله ، وقد استجاب للفتنة رؤوس الشر من طالبي الزعامة وحديثي العهد في الإسلام ممن لم يعرفوا قدر سيدنا عثمان ولم يشهدوا بلاءه في الدعوة وسبقه إلى اعتناقها ورضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وشهادته له بال
جنة وهكذا تعاون الدس اليهودي مع الطمع الدنيوي مع طيش الشباب ونسيان آداب الإسلام مع أولي الأمر وكبار صحابة الرسول وقدماء الدعاة إلى الله تعاون كل ذلك على إيجاد الفتنة الكبرى التي ابتدأت بقتل الخليفة الصحابي الجليل وتفريقهم إلى شيع وأحزاب ، كل حزب بما لديه فرحون ... 
ولقد احكموا أسباب الفتنة حتى أحاطت الخليفة المظلوم من كل جانب فأثاروا أولا دهماء الناس في الأمصار على ولاتهم ليضطرب الأمن وتنتشر الفوضى ، وتواعدوا باسم الحج على الحضور إلى المدينة مقر الخليفة لمحاصرتها وإنفاذ جريمتهم التي بيتوها وجاء اوشاب مصر والكوفة والبصرة كل من طريق غير طريق الآخر حتى أحاطوا بالمدينة فخرج إليهم سيدنا علي (رضي الله عنه ) وناقشهم فأبطل حججهم وبيّن لهم ما يفترون على الخليفة وما يتجاوزون فيه الحق تظاهروا بالاقتناع بحيث عاد علي إلى المدينة واطمأن الصحابة إلى انتهاء الفتنة ولكنهم سرعان ما فاجؤوا المدينة بالليل واحتلوها وانتشروا في أرجائها يعلنون الثورة على خليفة المسلمين وناقشهم سيدنا عثمان (رضي الله عنه ) فيما زعموه من أسباب ثورتهم وتبين له أن ليس فيها سبب واحد يدعو إلى شق عصا الطاعة ولكم الكيان الإسلامي وتوهينه ... وألزمهم سيدنا عثمان (رضي الله عنه ) الحجة ولو كانوا يريدون في ثورتهم الحق لاستمعوا إليه ونزلوا عنده ولكنهم طلاب إمرة – كما قال سيدنا عثمان (رضي الله عنه) عنهم في بعض خطبه – ورواد فتنة وحديثو عهد بالإسلام أغراهم الشيطان بالشر بحجة إنكار الظلم وطلب الإصلاح فظلموا الأمة وافسدوا الدولة وفتقوا في الإسلام فتقاً لم يُرتق بعد . وأحاطوا بالخليفة فحصروه في بيته ومنعوه من حضور المسجد وحبسوا عنه الطعام والماء وهو يناشدهم الله أن يذكروا صحبته لرسوله وبلاءه في الإسلام وإنفاقه أمواله في سبيل الله وما كان لمثل هؤلاء البغاة أن تهزهم سابقة عثمان ولا تضحياته وهم لم يكن لهم شرف السبق إلى الإسلام فيعرفوا للسابقين فضلهم ولا كانوا أهل تضحية وإنفاق ليذكروا للمنفقين أياديهم وحسن صنيعهم
واستمروا في حصار البيت والخليفة يمنع أحداً من أن يقاومهم بالسلاح لئلا يكون سفك دماء المسلمين على يده وأصروا على أن يتنازل عن الخلافة فأبى أن ينزع ثوباً البسه الله إياه أو يفرط في أمانة المسلمين في عنقه وهم حفنة من البغاة لا يمثلون جماعة المسلمين ولا يعبرون عن آرائهم واستنجد الخليفة بالأمصار وخشي الثائرون أن تأتيه النجدات – وقد تحركت فعلا من البصرة والشام فينكشف أمرهم وتخذل حركتهم – فتسورا على عثمان البيت واحرقوا الأبواب وقدم بعض أشقيائهم فضربه على رأسه وهو يتلو كتاب الله وأرادت زوجته الوفية البارة " نائلة " أن تحول دون ضربة السيف فتقطعت أصابعها ثم هجم عليه شقي آخر فأمسك بلحيته واحتز رأسه ، كما يحتز الجزار الشاة وصعدت إلى الله روحة الخليفة المظلوم تلعن دعاة الفتنة بلسان اثنين وثمانين عاما ، كان كل يوم فيها أكرم على الله وأبرَّ بالإسلام من أعمار هؤلاء الأشقياء جميعاً ولم يكتف الأشقياء بجريمتهم بل انتهبوا ما في البيت من أثاث ثم أتوا إلى بيت المال فانتهبوه كله وشاع في المدينة قتل الخليفة وكلن ذلك لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة 35 هـ وكلن هذا اليوم طليعة الأحداث المشئومة في تاريخ الإسلام والمسلمين ....
دروس من الفتنة
أن دعاة الشر يلجؤون دائما إلى إثارة الجهال والأحداث باسم الإصلاح مع أن الإصلاح - لو صلحت نياتهم – لا يكون بتمزيق الشمل وتصديع الجماعة وفتح باب الفتنة على مصراعيه ليستفيد منها أعداء الإسلام ما يغريهم بالجد في حربه ومكايدة أهله
أن الصحابة لو احتاطوا للشر من بدايته وحزموا أمرهم على مناصرة الخليفة المظلوم لوئدت الفتنة في مهدها ولكن كبار الصحابة اخذوا يتفرجون عليها وهم ينكرونها بقلوبهم ... ومما في استفحال الشر ووصول المتآمرين إلى أغراضهم حلم سيدنا عثمان  وحياؤه وإعفاؤه عنهم في بداية الثورة وقد أشار عليه كثيرون بأن يأخذهم بالشدة فأبى ولو استعمل سلطان الله الذي آتاه في تأديب البغاة والخارجين على الجماعة لجنب المسلمين نتائج تلك الفتنة العمياء ولكن سيدنا عثمان كان حينئذ يشرف على الثمانين وقد وهن منه الجسم وضعفت الأعصاب وأشرف على لقاء ربه ففضل أن يلقاه مظلوما على أن يلقاه بدماء رجال انتسبوا إلى الإسلام وتظاهروا بإقامة شعائره ... ويرحم الله سيدنا عثمان في هذا فلقد أنصف نفسه وظلم المسلمين وما كان إلا مجتهدا يعمل بما فطره الله عليه من حلم وحياء وسخاء باليد والروح في سبيل الله

0 التعليقات

إرسال تعليق