السبت، 6 أكتوبر 2012

صائد الدبابات الأول: أخشى أن يقول الجيل الجديد إن الإخوان أصحاب نصر أكتوبر

«الإخوان تنظيم متشعب وينسبون كل شىء لأنفسهم، وأخشى أن يقول الجيل القادم منهم إن الإخوان هم فقط من انتصروا فى حرب أكتوبر». بهذه الكلمات ألقت الأحداث الراهنة بظلالها على ذكرى أكتوبر فى ذهن محمد المصرى، صائد الدبابات فى حرب أكتوبر.

ويضيف «المصرى»: «لو تخلص الإخوان من الأنانية ستكون مصر من الدول العظمى خلال فترة قصيرة فلابد أن يتركوا شهوة الانتقام من النظام القديم وينظروا للأمام».

ويطالب «المصرى» الرئيس محمد مرسى بالانسلاخ عن الإخوان، حتى ينجح فى حكم مصر مثلما فعل الرئيس السادات فى ثورة التصحيح، لأن «الجماعة» لها أفرع فى جميع دول العالم، ولو احتاجت مصر لقرار بحل عسكرى لأى مشكلة فلن يكون سراً، فى ظل وجود الإخوان فى الحكم.

وعندما سألناه هل نال حقه من التكريم قال: «جئت إلى البحيرة لكى أجد قطعة أرض أزرعها وأورثها لأبنائى، لكننى لم أستطع، رغم تخصيص الأراضى لكل من هب ودب، كما فشلت فى شراء شقة، لأننى لا أملك المقدم الكبير لها وابنى الثانى متزوج، وأصرف عليه من معاشى، لأنه دون وظيفة حتى الآن، لكن ماذا يفعل بعد وفاتى؟!».

ويحكى «صائد الدبابات» عن نشأته وبطولته بقوله: تربيت يتيماً، حيث مات والدى وعمرى 9 سنوات وتحملت مسؤولية الأسرة بجانب الدراسة، وعرفت معنى أن أكون فقيراً، لكن عزيز النفس، وعندما انتهيت من الثانوية العامة التحقت بالقوات المسلحة ودخلت سلاح الصاعقة، ثم انتقلت إلى المظلات، وقبل الحرب تم إلحاق الفصيلة التى أنتمى إليها على الفرقة الثانية مشاة تحت قيادة اللواء حسن أبوسعدة، وكان سلاحنا هو صاروخ روسى وزنه 6 كيلو جرامات ومداه 3 كيلو مترات، وهو مضاد للدبابات.

ويضيف: كان الموقف صعباً، لأن ثمن الصاروخ وقتها 500 دولار، ثم ارتفع إلى 1500 دولار، وكنا نريد تحرير الأرض، وأنا أعرف أن المبلغ تم توفيره من قوت إخوتى، وكنا نخرج فى مهمات خلف خطوط العدو ونعرف أننا لن نرجع، لكننا نريد الثأر لكرامتنا، كنا نعانى، وكانت مهمتنا يوم 8 أكتوبر وقف مرور الدبابات الإسرائيلية إلى كوبرى الفردان، وكان معى قائدى النقيب صلاح حواش فى حفرة واحدة، وبدأت فى مهمتى مع ظهور الدبابات الإسرائيلية، ولا أنسى هتاف البطل (حواش) بعد أول دبابة أصبتها (مسطرة يا مصرى مسطرة)، وتوالت الدبابات التى أصيبها، وفى إحدى المرات وبعد أن أصبت دبابة كان النقيب صلاح حواش يعطينى شربة ماء، وبعد أن التفت إليه لم أجده بجانبى ووجدته أشلاء بعد أن أصابته دانة.

ويتابع: «مساء أحد الأيام استدعانى اللواء حسن أبوسعدة، ووجدت معه شخصاً آخر قال إنه عساف ياجورى، قائد اللواء 190 الإسرائيلى، وإنه أراد مشاهدة الجندى الذى أصاب دبابته وأن يقبل أصابعى، لكننى رفضت».

«المصرى» خرج من معارك الدبابات بغنيمة وصلت إلى 27 دبابة استخدم لإصابتها 30 صاروخاً، وهو رقم قياسى عالمى.

كانت مفاجأة لـ«المصرى»، عند تكريم أبطال الحرب فى مجلس الشعب، وأن يجد بطلاً آخر يتم تكريمه على أنه صائد الدبابات وهو محمد عبدالعاطى الذى دمر 23 دبابة، مؤكداً: الخطأ الذى حدث نتيجة وفاة قائدى، فلم يكن قد تم إبلاغ جميع الدبابات التى دمرتها، لكن تم إثبات ذلك، بعد هدوء الحرب، وهذا أتاح لى لقاء الرئيس الراحل السادات فى بيته، وفى الطريق له قال لى المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة الأسبق: «لا تسلم على الرئيس، حتى يمد يده»، وعندما دخلنا منزل الرئيس استقبلتنى قرينته السيدة جيهان السادات، ورحبت بى ترحيباً حاراً وبعد ذلك نزل الرئيس ووجدته يأخذنى فى حضنه.

ويتذكر «المصرى» المشهد بقوله: «أحسست فى حضن الرئيس السادات بأنه أبى الذى فقدته وعمرى 9 سنوات، وظللت فى حضنه ربع ساعة»، وظل الرئيس يحكى لى عن حياته، وتناولت طعام الغداء معه، وعندما رآنى لا أجيد التعامل مع الشوكة والسكينة قال لى «سيب الشوكة والسكينة وعك يا محمد مايهمكش».

نال «المصرى» بعد هذا اللقاء نجمة سيناء، أعلى وسام عسكرى مصرى، ودعاه السادات لحضور افتتاح قناة السويس، وبعدها توارى عن الأنظار، ونسيه الإعلام الذى ظل مهتماً بالبطل محمد عبدالعاطى، وعاد إلى مركز أبوالمطامير، ليقيم فى منزله المتواضع ويتم تعيينه فى مجلس المدينة.

وعن رأيه فى الثورة قال: «كنت أذهب إلى ميدان التحرير فى المليونيات حتى يوم 11 فبراير بصحبة اللواء محمد الصول، ورأيت جواً روحانياً، رغم الاختلاط بين الشباب والبنات، ولم تحدث واقعة تحرش واحدة، وبعد تنحى (مبارك) الحال تبدل ولم أذهب»، مبدياً أسفه لعدم تحسن الأوضاع بعد الثورة، وقال: «بقالنا سنتين بنتكلم وماشفناش حد اشتغل أو عمل حاجة مفيدة
-----------------------------
المصدر\المصرى اليوم

0 التعليقات

إرسال تعليق