شبه الأمام الغزالي فى كتابه احياء علوم الدين القلب بأنه حصن والشيطان عدو يريد دخول هذا الحصن فيملكه ويستولى عليه وعلى الإنسان للحفاظ على هذا الحصن حماية أبوابه من هذا العدو ومن الأبواب العظيمة التي يدخل منها الشيطان الى الإنسان بابان الغضب والشهوة
فإما الغضب هو غول العقل وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة
ومن أبوابه ايضآ الحسد والحرص فحب الشىء يعمى ويصم ونور البصيرة يعوق الشيطان عن الوصول الى القلب فان عميت وصل
ومن ابواب الشيطان الشبع من الطعام حتى وان كان حلالا فالشبع يقوى الشهوات
ومن ابوابه حب التزين من الاثاث والثياب والدار فالشيطان يتغلغل هذا الحب من العبد ويستسخره فيها طول عمره فلا يزال يجره من شىء الى شىء حتى يأتيه الموت وهو في سبيل الشيطان
ومن ابواب الشيطان أيضا الطمع في الناس فمن طمع في غيره حبب إليه التصنع والتزين لمن طمع بأنواع الرياء وتحبب وتودد إليه حتى جعله معبوده وادخل الشيطان لقلبه شريكا مع الله
ومن ابوابه العظيمة العجلة وترك التثبت فى الأمور قال صلى الله عليه وسلم العجلة من الشيطان وقال عز وجل خلق الإنسان من عجل
والإعمال ينبغي إن تكون بتبصره ومعرفة والشيطان يصب شره على الإنسان حال عجلته من حيث لا يدرى
ومن ابوابه العظيمة المال ويدخل تحته كافة ما يعد مالا من التجارة والاراضى والذهب والمنازل وغيرهافالانسان بطبعه إذا وجد قوت يومه فرغ قلبه وان وجد أكثر تفتحت ابواب الشهوات وكل منها تحتاج المزيد من المال حتى دخل الشيطان الى قلبه ودفعه الى ابواب الحرام دفعا لتحصيل حاجتها من المال
ومنها البخل وخوف الفقرفهو يدفع الى عدم الإنفاق والتصدق ويدعو الى الكنز والعذاب الأليم
ومن ابوابه العظيمة التعصب للمذهب والأهواء والأحقاد والنظر بعين الازدراء والحقد لمن يخالف راية وذلك مما يهلك العباد والفاسق
ومن ابواب الشيطان حمل من لم يمارس العلم في لتفكير في أمور يعجز عقله عن الوصول لها وبالتالي تشكيكهم فى أصل الدين
ومن ابوابه سوء الظن بالمسلمين فمن يحكم بشر على غيره تمتلئ نفسه بالأحقاد ويقصر فى حقوق الغير وينظر إليه بعين الاحتقار
0 التعليقات
إرسال تعليق